
ندين لمصر بالفضل في نهضة التعليم بمملكة البحرين
— احتضان المنامة وثيقة تطوير التعليم في العالم العربي دليل مواكبتنا لأحدث نظم التعليم العالمية
— جائزة «اليونسكو -الملك حمد» رسالة مملكة البحرين لخدمة الإنسانية من خلال التعليم
- تخصيص الرئيس السيسي 100 فرصة تعليم مجانية للطلبة الموهوبين في العالم الإسلامي تأكيد على ريادة مصر
- البحرين حصلت على إشادة المؤسسات عالمية في تعاملها مع جائحة كورونا
- نحتاج إلى المدرسين المصريين في التخصصات المتقدمة والدقيقة
- اثنان من أوائل الثانوية العامة هذا العام في البحرين من أبنائنا المصريين.. ونحو ألف طالب بحريني يدرسون بالقاهرة
- لدينا تجارب مميزة في دمج الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس مع الطلبة العاديين
- التعليم في المملكة مجاني في المراحل التعليمية وإلزامي حتى المرحلة الإعدادية

حاوره في القاهرة: هاني فاروق
في ضوء العلاقات المتميزة التي تربط بين مصر ومملكة البحرين على مر التاريخ، يعد ملف التعليم ركيزة أساسية وقاسمًا مشتركًا يجمع بين البلدين الشقيقين، ويعد من أهم الملفات التي تربط بينهما منذ زمن بعيد، خصوصًا وأن البحرين قيادة وحكومة وشعبًا يدينون لمصر بالفضل في نهضة الحركة التعليمية فيها في خمسينيات القرن الماضي حيث كانت أول بعثة تعليمية مصرية للبحرين كانت في خمسينيات القرن الماضي. ومنذ ذلك التاريخ والتعاون التعليمي بين البحرين ومصر لم ينقطع سواء في التعليم أو التعليم العالي.
“الأهرام العربي” التقت الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين، حيث أكد أن التعاون في مجال التعليم بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية قديم وأصيل، مشيدًا بإسهام المدرسين المصريين في مجال التعليم سواء في المدارس البحرينية أو الجامعات.
وأوضح النعيمي، في أجراه الكاتب الصحفي هاني فاروق نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام، أن منظمة التعليم في البحرين تشهد تطورًا مستمرًا ومواكبة لأحدث نظم التعليم العالمية، مشيرًا إلى أن مملكة البحرين كان لها السبق في أن احتضنت وثيقة تطوير التعليم في العالم العربي تحت شعار “البحرين بوابة تطوير التعليم في العالم العربي” الذي نظمه البرلمان العربي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم البحرينية مطلع شهر يونيو بمشاركة عدد من كبار الشخصيات على مستوى رؤساء المجالس والبرلمانات بالدول العربية وممثلين عن المنظمات العربية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالتعليم.
وأكد النعيمي، خلال الحوار، أن التعاون مستمر بين مملكة البحرين ومصر مشيرًا إلى حاجة مملكة البحرين إلى المدرسين المصريين في التخصصات العلمية المتقدمة التي لا يوجد بها خريجون بحرينيون محققون لشروط شغلها.
وأشار إلى أن الجالية المصرية بمملكة البحرين، تشارك في نهضة المملكة، وهنأ وجود طالب وطالبة مصريين ضمن أوائل الثانوية العامة بمملكة البحرين هذا العام، مشيرًا إلى اعتزازه بدراسته العليا بمصر وحصوله على الماجستير في تاريخ الخليج من جامعة عين شمس.
- شاركت مملكة البحرين في المؤتمر العالمي للتعليم والبحث العلمي الذي عقد بمصر ديسمبر الماضي، ماذا عن نتائج مشاركتكم في هذا المؤتمر؟
- كان لنا شرف المشاركة في المؤتمر العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والمنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي الذي أقيم برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكنا حريصين على المشاركة في العديد من الموضوعات التي ستسهم في الارتقاء بهذه المنظمة في المرحلة المقبلة منها رؤيتها المستقبلية ونظام كراسي ايسيسكو، كما تبادلت الدول المشاركة تجارربها خصوصا المتعلقة بجائحة كورونا، كما أن المنتدى حضره العديد من الخبراء ناقش الكثير من المواضيع المتعلقة بالتعليم حاليًا ومستقبليًا في عصر الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة، وهو الأمر الذي أعطى أهمية كبيرة للمنتدى وجلساته الحوارية.
وكان المؤتمر مناسبة جيدة لأن تعرض البحرين رؤيتها في الموضوعات المطروحة وتتبادل الخبرات مع المشاركين خصوصًا وأن مملكة البحرين احتفلت بمرور أكثر من 100 عام على التعليم النظامي فيها.
خريطة طريق تربوية
- ما الأهمية التي تنعكس على التعليم في الوطن العربي النابعة من مخرجات المؤتمر وأهميته في تطوير العملية التعليمية والبحث العلمي في الدول العربية؟
- المؤتمر خرج بقرارات مهمة، بمثابة خريطة طريق للعمل التربوي والتعليم والبحثي في العالم الإسلامي، وهي بلا شك ستعزز الجهود المبذولة نحو الأفضل على صعيد هذه المنظمة الاسلامية العريقة.
- كان لكم شرف لقاء فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما أهم النقاط التي تراها أننا بحاجة ماسة للعمل عليها؟
- الرئيس السيسي ركز في لقائه معنا خلال المؤتمر على نقاط مهمة منها أنّ التعليم والمعرفة أساس بناء الدول، وأن الامر يحتاج دائما إلى الاستقرار والقدرات الاقتصادية، والفكر المتطرف خطر على العالم الاسلامي، والمجتمعات تحتاج ما بين 15 إلى 20 عاما حتى تشعر بجودة التعليم.
وأشيد بإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخصيص 100 فرصة تعليم مجانية للطلبة الموهوبين في العالم الإسلامي، في الجامعات المصرية، لما لذلك أثر إيجابي ونتائج مثمرة على العالم الإسلامي، ويؤكد اهتمام فخامته في التنمية بهذا العالم.
مواكبة التعليم العالمي
- في ضوء اهتمام القيادة البحرينية وإيمانها بأهمية التعليم في بناء مستقبل المملكة.. إلى أين وصلت مملكة البحرين في مواكبة التجارب العالمية في مجال التعليم؟
- وصلت مملكة البحرين لمراتب كبيرة في مجال التعليم، بشهادة المنظمات العالمية، ولقد حظيت المملكة مؤخراً بعضوية مكتب التربية الدولي التابع لمنظمة اليونسكو، إضافة إلى موافقتها على التجديد لجائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم، لانسجامها مع جهود اليونسكو لتحقيق اهداف التعليم للجميع واستراتيجيته التطويرية، وهذه الجائزة تعد إحدى أهم الجوائز الدولية في المجال التعليمي، وتشهد في مختلف دوراتها إقبالًا واسعًا على المشاركة للفوز بها من مختلف دول العالم، كونها تكرم المبادرات المتميزة وحسب العنوان الذي يتم اختياره سنويا بالتنسيق بين اليونسكو ووزارة التربية والتعليم.
كما يواكب التعليم في مملكة البحرين باستمرار المستجدات التربوية والتعليمية على مستوى العالم، فلدى المملكة تجارب مميزة مثلًا في دمج الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس مع الطلبة العاديين، من مختلف الإعاقات، ومن بينها طلبة التوحد ومتلازمة داون وغيرهم من الطلبة القادرين على التعلّم. كما أنّ لديها تجارب متطورة وعلاقات دولية وثيقة مع المؤسسات التي تهتم بالتعليم، فعلى سبيل المثال يوجد في البحرين ثلاثة مراكز تتعاون مع اليونسكو، أما على صعيد التراث، أو مركز خاص أيضا بالتميز في التعليم الفني والمهني أو المركز الاقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال والذي يعتبر أول مركز من الدرجة الثانية في العالم ويعمل بالتعاون مع اليونسكو، كما أن مشاريع التطوير مستمرة في الوزارة والتي يأتي في مقدمتها مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، والذي أسهم بشكل كبير في ارتقاء مخرجات التعليم، والتمكين الرقمي، وكل هذا يأتي ضمن اهتمام مملكة البحرين بتطوير وتحديث التعليم في جميع مراحله، وبجميع الطلبة بما فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة كما أن مركز الموهوبين يبذل جهود كبيرة للاهتمام بالطلبة الذين يرعاهم في كافة التخصصات والمجالات.
جائزة “اليونسكو – الملك حمد”
- قبل أيام تم الإعلان عن نتائج جائزة «اليونسكو -الملك حمد» لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم في دورتها الثالثة عشرة للعام 2021م، حدثنا عنها؟
- هذه الجائزة التي التي قدمها الملك حمد بن عيسى وتبنتها منظمة اليونسكو، تنسجم أهدافها مع أهداف اليونسكو حيث تركز على توظيف تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم تحظى بأهمية كبيرة، وشهد الاحتفال الذي أقامته اليونسكو في مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين، تسليم الجائزة للدول الفائزة خلال الدورتين السابقتين وعددها أربع دول، وللدولتين الفائزتين في الدورة الحالية، بعد أن تم تأجيل الاحتفال بسبب ظروف الجائحة، وتم اختيار الفائزين بالجائزة من بين (111) ترشيحاً قدمتها (58) دولة من الدول الأعضاء باليونسكو، ومنظمات غير حكومية، بناءً على توصية لجنة تحكيم دولية مؤلفة من خبراء عالميين في مجال التعليم من مختلف دول العالم.
التعلم مدى الحياة
- كيف تواجه مملكة البحرين آفة الأمية.. وهل استطاعت المملكة بتجربتها في القضاء على الأمية؟
- تحرص مملكة البحرين على ضمان حق توفير التعليم للجميع، والذي يأتي التزاماً منها بتحقيق أهداف التعليم للجميع التي اعتمدتها منظمة اليونسكو، ومن ضمنها تلبية الاحتياجات التعليمية للشباب والكبار مع تحسين مستوى القرائية لدى الكبار في ظل تحقيق التكافؤ والمساواة بين الجنسين.
وتوفر المملكة مراكز للتعليم المسائي لمراحل الأمية والمتابعة والتقوية، بما يضمن توفير الخدمة التعليمية للكبار رجالاً ونساءً، حيث تمكنت المملكة من تقليص نسبة الأمية الأبجدية إلى 2.46% بحسب تقرير التعليم للجميع الصادر عن منظمة اليونسكو، بما جعل البحرين في مقدمة الدول في هذا المجال. ولله الحمد البحرين وضعت ضمن فئة الدول المتقدمة منذ بداية تقرير توفير التعليم للجميع واستمرت على هذا الحال.
كما أن البحرين وفي ضوء خطتها الهادفة إلى تعزيز مبدأ التعلم مدى الحياة، قد قامت بتكثيف الجهود لمحو الأمية المعلوماتية بعد نجاحها في تقليص نسبة الأمية الأبجدية، وذلك عبر تطوير برامج محو الأمية وتعليم الكبار والتعليم المستمر، من خلال إدخال برامج محو الأمية الحاسوبية للدارسين والدارسات، بالإضافة إلى الكثير من البرامج المهنية والدورات وورش العمل المتنوعة للجمهور.
تجاوزنا مرحلة كورونا
- إلى أي مدى أثرت جائحة كورونا على العملية التعليمية في مملكة البحرين وكيف واجهتم تداعياتها؟
- مرّت المملكة البحرين كما هو الحال مع بقية دول العالم بالآثار الناجمة عن جائحة كورونا، ولكن استطاعت التعامل بصورة متميزة لتخفيف هذه الآثار على مختلف القطاعات بفضل توجيهات الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للفريق الوطني الطبي من التعامل مع الجائحة بحكمة واقتدار وتخفيف آثارها، واليوم هناك جهود بارزة للتعامل مع ظروف ما بعد الجائحة، وقد وفرت البحرين خدمات طبية متقدمة واستعدادات متعددة، مما خفض أعداد المصابين بالفيروس بشكل كبير، والتطعيم متاح للمواطنين والمقيمي، وكذلك البحرينين المقيمن في الخارج.
أما على صعيد التعليم، فوزارة التربية والتعليم فقد تمكّنت المدارس الحكومية والخاصة ومؤسسات التعليم العالي، من التعامل مع ظروف الجائحة، وما فرضته من تعليق للحضور الفعلي للطلبة خلال أشهر طويلة، وذلك من خلال التعلم عن بعد، وذلك بوجود منظومة التعليم الإلكتروني المتوافرة في المدارس منذ سنوات طويلة بفضل مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل الذي تمّ تدشينه في العام 2005م واستكمل جميع مراحله للوصول إلى مشروع التمكين الرقمي، الذي يعدّ استكمالاً لمنظومة التعليم الإلكتروني بالمدارس، والذي يهدف إلى تمكين المعلمين والطلبة من الاستثمار الأمثل للإمكانات والأدوات والبرامج الرقمية والإلكترونية في العملية التعليمية. ولقد ساهمت هذه المنظومة في تعويض الطلبة عن الحضور الفعلي بالاعتماد بشكل كامل خلال فترة تعليق حضورهم للمدارس على المنظومة الإلكترونية، وفتح خيارات كثيرة أمام الطلبة للتعلّم، ومن بينها الفصول الافتراضية والبوابة التعليمية والدروس المرفوعة على 14 قناة في اليوتيوب، ومن بينها قناة خاصة بالطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وطلبة التعليم الفني. بالإضافة إلى تكليف نخبة من المعلمين بتصوير دروس كاملة بالتعاون مع تلفزيون البحرين لبثها للطلبة لساعات عديدة وتوفيرها لهم واستمرت خدمة التعليم عن بعد إلى الآن، وحتى عندما تم السماح بحضور الطلبة الى المدارس وفق الاجراءات الاحترازية، وهذا الامر مطبق على التعليم الخاص ومؤسسات التعليم الحكومية والخاصة التي فعلت التعليم الإلكتروني بصورة كبيرة.
-تعاون وثيق
- وماذا عن أوجه التعاون في مجال التعليم ما قبل الجامعي والجامعي بين مملكة البحرين ومصر؟
- التعاون في مجال التعليم بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية قديم وأصيل، وهو يعكس عمق الروابط الأخوية بين البلدين الشقيقين. ونحن نكنّ للإخوة المعلمين المصريين كلّ الاحترام والتقدير على ما بذلوه ويبذلونه في مدارس المملكة، إلى جوار إخوانهم المعلمين البحرينيين. وإنّ إسهامهم في مجال التعليم منذ عقود طويلة يستحقّ الثناء والإشادة. سواء في المدارس البحرينية أو الجامعات.
*هل هناك أوجه للتعاون في هذا المجال والاستفادة من المدرسين المصريين مستقبلا في ضوء نهج مملكة البحرين لبحرنة الوظائف؟
- التعاون مستمر بين المملكة وجمهورية مصر العربية الحبيبة في هذا المجال، في التخصصات التي لا يوجد بها خريجون بحرينيون محققون لشروط شغلها، وفي الواقع أن المدرس المؤهل من ذوي الخبرة وصاحب الخبرة مطلب اساسي من متطلبات تطوير العليم التي ينفذ برامجه ومبادراته المجلس الاعلى لتطوير التعليم والتدريب برئاسة سمو الشيخ محمد بن مبارك ال خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، والتي تشمل مختلف مجالات التعليم والتدريب، حيث تم تأسيس كلية للمعلمين وفق أحدث الكليات العالمية في مجال اعداد المعلمين والذي يجمع بين الجانب الأكاديمي والتدريبي وبالتالي يكتسب المعلمين البحريني الذي يتم اختياره من خريجي الثانوية العامة اصحاب الدرجات العالية، وتم التوسع في هذه الكلية بعد اعتماد ميزانية خاصة تساعدها على زيادة قبول الطلبة بهدف بحرنه هذا القطاع التعليمي بالكامل مستقبلًا.
1000 طالب بحريني
- كم يبلغ عدد الطلاب البحرينيين الدارسين في مصر في شتى المراحل ما قبل الجامعي والجامعي والدراسات العليا؟
- نحو ألف طالب وطالبة، يتلقون تعليمهم في مختلف مؤسسات التعليم العالي بجمهورية مصر العربية، وهنا يسرني ان اشيد بما يشهده قطاع التعليم في هذا البلد الشقيق من تطور في كافة مراحله، حيث أصبح هناك استقطاب لبرامج اكاديمية تقدم من جامعات اجنبية مرموقة.
مصر والتعليم في البحرين
- مملكة البحرين احتفلت قبل عامين بمرور ١٠٠ عام على التعليم النظامي ومدرسة الهداية الخليفية كانت مهد التعليم.. وكان للمدرسين المصريين دور في هذه العملية حدثنا عن ذلك؟
- أول بعثة تعليمية مصرية للبحرين كانت في خمسينيات القرن الماضي. ومنذ ذلك التاريخ والتعاون التعليمي بين البحرين ومصر لم ينقطع سواء في التعليم او التعليم العالي.
- المرأة البحرينية كانت سباقة في التعليم بين دول الخليج وبدأت المسيرة منذ عام 1928م.. فما المكانة التي توليها المملكة لتعليم المرأة كشريك في صنع المستقبل؟
- لا شكّ أنّ مملكة البحرين كانت لها الريادة في منطقتها في تعليم البنات، حيث أنشئت أول مدرسة نظامية حكومية في البحرين في العام 1928م وهي مدرسة خديجة الكبرى. أما المرأة اليوم فهي تتقلّد مناصب عليا في وزارة التربية والتعليم وفي شتى المؤسسات الحكومية والخاصة.
- بعد مرور 50 عامًا على تأسيس البحرين كيف نرصد الاهتمام بالعملية التعليمية في بلدكم؟
- لا شك أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة يقود قاطرة الإنجازات في كافة المجالات، الأمر الذي أكسب مملكة البحرين سمعة دولية مشرفة. وبالتالي فأن المسيرة التعليمية تشهد تطورا وتحديثًا مستمرين مما مكنها من تنفيذ مشاريع عديدة وتطوير انظمتها، وصدر قانون التعليم وقانون التعليم العالي، مما ترتب عليه اصدار العديد من الانظمة التي اسهمت في هذا التطور، وعلى سبيل المثال نص دستور مملكة البحرين على مجانية التعليم وكذلك الزاميته حتى سن 15 عام، وبالتالي يغطي مرحلة التعليم الابتدائي والاعدادي، كما ان مملكة توفر ايضا الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة وهناك توسع في هذا المجال حتى وصل طلبة التوحد على سبيل المثال إلى المرحلة الاعدادية ولهم صفوف خاصة بهم والبعض اندمج في الصفوف الاخرى مع اقرانه. كما ان هناك خدمات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة فسياسة الدمج مستمرة، كما ان الوزارة في هذا الاطار قد دمجت الطلبة الصم والبكم في مدارسها ووفرت في الفصل الدراسي معلم ومعلم اشارة لكي يكون هناك تواصل بين هؤلاء الطلبة واقرانهم والمعلم.
كما ان مملكة البحرين توفر الكتب والمواصلات لمن يحتاج اليها وهناك مواصلات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة كما يتم مراعاتهم وتقديم التسهيلات الانشائية التي يحتاجونها، كما ان قانون التعليم أكد على دور الوزارة في متابعة الطلبة ضمن الزامية التعليم، ففي حالة انقطاع أحدهم عن التعليم لمدة 10 ايام مجتمعة او متفرقة، واذا تعذر ارجاع الطالب او الطالبة الى المقاعد الدراسية بسبب تقاعس او تهاون ولي الامر أو اي ظروف أخرى فأن من حق الوزارة اللجوء الى القضاء من أجل ارجاع الطلبة الى مقاعدهم، وهذا يؤكد اهتمام البحرين بحق الطفل في التعليم والرعاية المناسبة.
كما صدر ايضا قانون للتعليم العالي نظم وحدد اهدافه وصدرت لوائح اكاديمية ومالية وانشائية كان لها دورا في الارتقاء بمؤسسات التعليم العالي المختلفة، وتوجد في البحرين العديد من الجامعات الخاصة والاجنبية، وفي ذكرى مرور 100 عام على التعليم صدرت التوجيهات الملكية بإنشاء جامعة متطورة ومتخصصة في العلوم الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والنانو تكنولوجي، والطاقة المتجددة، ومن ضمن اسم هذه الجامعة اسم أول مدرسة نضامية اسست في البحرين عام 1919 وهي مدرسة الهداية الخليلفة واليوم هذا الاسم موجود في اسم الجامعة الجديدة بجانب أسم المغفور له باذن الله تعالى حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي ال خليفة طيب الله ثراه، فيكون الاسم لهذه الجامعة الجديدة يحمل رمزية مهمة في تاريخ البحرين على الصعيد الوطني والحضاري، وهو(جامعة عيسى الكبير – الهداية الخليفية)، وهناك جهود مستمرة لشجيع استقطاب جامعات أجنبية في مختلف التخصصات فالبحرين تقدم خدماتها التعليمية للمواطنين والمقيمين وأبناء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهنا أؤكد ان الاهتمام بالتعليم يشمل أيضا الجانب الفني والمهني من خلال استراتيجية تربط بين المدارس خصوصا الصناعية ومعهد البحرين للتدريب وكلية بولتكنيك البحرين وكلية التعليم التطبيقي بجامعة البحرين.