
بوابة عيون الوطن/ بقلم
الكاتب الصحفي هاني فاروق
نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام
نورة جمشير:
إحياء مسار اللؤلؤ التاريخي بعاصمة البحرين القديمة
- صناعة اللؤلؤ تأثرت باكتشاف المنامة للبترول كأول دول خليجية في عام 1931
- نتبوأ مكانة عالمية متقدمة في اكتشاف “الهيرات”
- نسمح للسائحين بالغوص لاستخراج اللؤلؤ وبيعه
- تأثرنا بإنتاج اليابان للؤلؤ المزروع نتيجة انخفاض سعره
هي أول إمرأة في منطقة الخليج تتبوأ معهد بحثيا للؤلؤ والأحجار الكريمة، تلك الصناعة التي تعد بلادها رائدة في هذه الصناعة التاريخية.
“نصف الدنيا” التقت البحرينية نورة جمشير رئيس معهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة “دانات”، في حوار أجراه معها الكاتب الصحفي هاني فاروق نائب رئيس تحرير الأهرام، أكدت أن مملكة البحرين باتت حاضنة لصناعة اللؤلؤ وخصوصاً بعد إطلاق مشروع إحياء اللؤلؤ بالعاصمة القديمة للبحرين “المحرق”، وأكدت إطلاق خدمة «تشخيص اللؤلؤ» كأول خدمة من نوعها على مستوى العالم، وذلك من خلال طرح واعتماد معايير عالمية في مجال تشخيص اللؤلؤ، كما هو معمول به في الألماس.
نورة جمشير، تطلعها الكبير إلى تكريس خبراتها ومهاراتها، من أجل استعادة البحرين لمكانتها عالميا في صناعة اللؤلؤ والتي تأثرت باكتشاف بلادها كأول دولة خليجية للنفط في عام 1931،
جمشير دخلت في مجال الألماس والأحجار الكريمة منذ العام 2002، وحققت منذ ذلك الحين العديد من الإنجازات المهمة مع تطويرها المستمر لخبرتها في هذا المجال وجميع العمليات المرتبطة به، بدءاً بالمناجم، وصولاً إلى الأسواق، كما أنها تتمتع إضافة إلى ذلك بخبرة عميقة في الأطر القانونية الناظمة لعمليات التنقيب والاستخراج والتوزيع، والديناميات الاقتصادية المتطورة لأسواق الأحجار الكريمة.
وقد شاركت جمشير في تطوير نظام عملية كيمبرلي لإصدار الشهادات (KPCS)، وهي مبادرة لمكافحة عمليات استخدام عوائد الألماس في تمويل الصراعات، كما راقبت وعملت مع حكومات مختلفة، من أجل تطوير أوجه التآزر لمكافحة التجارة المشبوهة للألماس والأحجار الكريمة، وطوّرت أوجه التعاون لتعزيز نمو أسواق الأحجار الكريمة.

- ما الهدف إنشاء المعهد؟ ومتى تم إنشاؤه؟
- المعهد تم إنشاؤه كجزء من مبادرة للحكومة البحرينية لإعادة إحياء اللؤلؤ، وتشمل هذه المبادرة جهات عديددة منها وزارات الثقافة والسياحة والاقتصاد، والبيئة بجانب معهد “دانات”.
فالهدف من هذذه المبادرة إعلادة إحياء اللؤلؤ كتجارة تاريخية هي التي أسهمت في بروز منطقة الخليج على المستوى العالمي، لمواكبة التطور العالمي في الألفية الثالثة في ضوء رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
وهذه المبادرة لا تهدف فقط إلى تطوير الغاز والبترول، فلا يجب أن ننسى من أن تاريخنا جاء من تجارة اللؤلؤ، لذلك تم تسميتها بمبادرة إعادة إحياء تجارة اللؤلؤ.
فالمعهد من أفضل المعاهد في العالم التي تُقدم خدمات لفحص اللؤلؤ، والتأكد من طبيعة تكوينه، ويعد نافذة على الأسواق العالمية لخدمة العملاء المحليين والعالميين. - هل من الممكن أن تقدمي لنا خريطة واضحة عن مسار إحياء اللؤلؤ كأحد أهم الصناعات في منطقة الخليج والتي تتميزون بها؟
- مسار اللؤلؤ يشمل منطقة المحرق، وهي الحي التاريخي في مملكة البحرين، والذي يمتد عدة كيلومترات ويشمل المناطق التي كانت تبدأ من مرافىء البواخر إلى الأسواق التي كانت تتداول تجارة اللؤلؤ وتصنيعه.
- هل المعهد يقتصر دوره على النطاق البحثي فقط أم سيشمل عملية غحياء الصناعة بشكل عملي؟
- معهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة “دانات” من مهامه العديد من الأنشطة منها تصنيف اللؤلؤ الطبيعي، وإعداد دورات تدريبية عن اللؤلؤ الطبيعي، وإنشاء سبل ومناهج لتطوير تجارة اللؤلؤ.
كما يوجد لدينا فريق من الباحثين من المختبر الذين يملكون مهارات الغوص، وهم سيذهبون إلى أعماق البحر لإجراء بحوث على “هيرات” اللؤلؤ ومعرفة مدى تطورها ومدى تأثرها بالعوامل البيئية.
فقسم البحث والدراسة في المعهد له أهمية كبيرة لأنه هو الذي يعطينا المستوى العالمي الذي نطمح في الوصول إليه. - معنى ذلك أن المعهد سيكون بمثابة بورصة اقتصادية لتجارة اللؤلؤ والأحجار الكريمة؟
- ليس للمعهد دور في تجارة اللؤلؤ أو تسعيره، لكننا نقوم على طرح السبل والأساليب التي تساعد الشخص لتطوير طريقه في تسعير اللؤلؤ، وذلك بخلاف الذهب المعروف سعره.
فالمعهد يرشد الباحثين عن عيار اللؤلؤ، هل هو عيار 19 أو 24 على سبيل المثال، وبعد ذلك يقوم كل تاجر على حسب شطارته بتسعير ما يحوزه من لآلئ. - منذ قدم التاريخ اشتهرت الحضارة البحرينية القديمة “دلمون” التي ترجع إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد بأن البحرين هي أرض اللؤلؤ، إلى أي مدى أثرت أعمال دفن البحر للتوسع العمراني في الوقت الحالي على عمليات البحث والتنقيب عليه؟
- نحن في دولة تقدر قيمة البيئة، لذلك أنشأ المجلس الأعلى للبيئة المعهد لحماية “هيرات” اللؤلؤ ودراسته ومعرفة مدى صحته، فالكثير ما زال يعتقد أن التلوث وعمليات الدفن من أجل التوسع العمراني، لكننا اكتشفنا أن الـ “هيرات” هي هبه من الله سبحانه وتعالى موجودة، فقبل عامين تقريبا أصبحت مملكة البحرين الدولة الوحيدة في العالم التي تسمح للسائح أن يأتي إليها ويذهب في جولات للغوص لاستخراج اللؤلؤ، وذلك وفقا لأسس وقواعد معينة تسمح للسائح بالتواصل مع الشركات المختصة في هذا المجال للذهاب إلى أماكن “هيرات” اللؤلؤ ليقوم باستخراجه.
والغرض من ذلك أن الحكومة سمحت بذلك لأنها اكتشفت أنه إذا لم يتم اكتشاف الـ “هيرات” واستخراج اللؤلؤ منها فإنها تموت، وهذه العملية أنشئت لتجديد الـ “هيرات” بكثرة، فالحكومة بهذه الخطوة تشرف على حماية هذه الثروة والعمل على تجددها، لكن هناك مناطق محمية لا يُسنح للأحد بالذهاب إليها، وهناك مناطق لصيد اللؤلؤ مفتوحة للناس، ويقوم المجلس الأعلى للبيئة بدراسة هذه المناطق وتحديدها.

- وماذا عن حجم اكتشافات اللؤلؤ في العام الماضي؟
- ليست هناك إحصائية معينة لأنه لا يوجد قانون ملزم للغواصين بالإفصاح عن كمية اللؤلؤ التي يصطادونها.
فالمعهد يقوم بفحص الملايين من اللآلئ كل عام، لكن معظم الغواصين يحتفظون بما يحصلون عليه من كميات كبيرة منه، وهذا اللؤلؤ إما أن يظل في البحرين ومنطقة الخليج أو في أغلب الأحيان ينتهي به المسار إلى بورصات اللؤلؤ في باريس ولندن ونيويورك ليقتنيه البعض من أكبر شركات تصنيع اللؤلؤ. - تماشيا مع ظروف جائحة كورونا، أطلقتم مؤخرا خدمة استلام وتسليم اللؤلؤ والأحجار الكريمة، حدثينا عنها؟
- في ظل التزام المعهد الكامل بالإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا المستجد والحفاظ على التباعد الاجتماعي، أصبح بإمكان الجميع التواصل مع المعهد لحصول على خدمات فحص اللؤلؤ والأحجار الكريمة من خلال أحدث المعدات والتقنيات التي يستخدمها المعهد، حيث تتم هذه العملية من خلال فريق خاص من شركة أمنية تعاقدنا معها لاستلام وتسليم المقتنيات.
ونتبنى في ذلك أعلى المعايير المهنية في قطاع المجوهرات والأحجار الكريمة والحرص على تطبيقها، وضمان وحماية وتعزيز ثقة التاجر والمستهلك باللؤلؤ والأحجار الكريمة والمجوهرات. - مملكة البحرين كانت أول دولة خليجية يتم اكتشاف البترول فيها في عام 1931 التي أثرت بدورها على صناعة استخراج اللؤلؤ نتيجة توجه الغواصين للعمل في قطاع البترول.. إلى أي مدى تأثرتم في الأسواق العالمية بإنتاج بعض الدول كاليابان للؤلؤ الصناعي؟
- بالطبع تأثرنا سلبيا بكل ذلك فيما يخص عملية تقييم اللؤلؤ، حيث قلَّ الاهتمام باللؤلؤ، وأصبح الناس لا يستخرجون نفس الكمية، وأصبح اللؤلؤ مجرد شئ رمزي يتعلق بمدى اهتمام المشتري به، فإذا قل اهتمام المشتري به قلت قيمته.
وهذه العوامل وفي مقدمتها ظهور اللؤلؤ المزروع أثرت بشكل كبير على تجارة اللؤلؤ الطبيعي، لأن هناك تفاوت كبير في أسعارهما، كما أنه في نهاية القرن الماضي لم تكن هناك الضوابط لتنظيم تجارة اللؤلؤ الطبيعي، للك فإن إعادة إحياء تجارة اللؤلؤ مبادرة جاءت في وقتها، ويستطيع السوق العالمي استيعاب ذلك لإعادة التوازن مرة أخرى. - وما هو تصنيف مملكة البحرين عالميا في استخراج اللؤلؤ وصناعته؟
- البحرين تعتبر من الدول الرائدة في استخراج اللؤلؤ الخليجي الذي يعد من أرقى أنواع اللؤلؤ في العالم، وهناك الكثير من الدول ومنها دول خليجية لا تسمح باستخراج اللؤلؤ فيها، لكن البحرين تسمح للغواصين بذلك، مما يجعل لنا مركزا عالميا متقدما في هذا الأمر.
- حدثينا عن تمكين المرأة البحرينية في القيادة؟

- كوني بحرينية، أرى أن تطور المرأة في البحرين لم يكن يحدث لولا جهود الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة والتي أعلت من شأن المرأة البحرينية في كافة المجالات، ونتيجة لإيمان القيادة السياسية بقدراتنا تبوأنا أعلى المناصب، وذلك منبع فخر لي لتقدير القيادة الرشيدة للمرأة.