
انفرد بالحوار: هاني فاروق
hani.farouq@gmail.com
مع الاحتفال بـ 50 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فتح لنا خزانة ذكرياته
فتح قلبه وعقله وخزانة ذكرياته ليروي لنا فصولًا من تجربته الثرية وحياته الحافلة التي عاشها كأول دبلوماسي للبحرين في الخارج، وكرجل أعمال وشاعر وعضو بمجلس الشورى، فرغم أنه يبلغ من العمر الآن 94 عامًا، إلا أن ذاكرته كانت حاضرة وثرية بالتفاصيل، فما زال يحمل الكثير من الذكريات والشجن لمصر التي يعشقها ويحب نيلها الخالد.

إنه السفير تقي محمد البحارنة أول سفير لبلاده البحرين بعد استقلالها في عام 1971 بمصر، فرغم مرور أكثر من 50 عامًا على وجوده، وترؤسه البعثة الدبلوماسية لبلاده بالقاهرة في 29 نوفمبر وحتى عام 19741971، الذي التقيناه في حوار امتد على مدى أكثر من ساعتين حدثنا باستفاضة حول إنشاء أول سفارة لبلاده في القاهرة، وكيفية ممارسته للعمل الدبلوماسي بعقل رجل أعمال وقلب شاعر، ومعاصرته لأهم الأحداث وفي مقدمتها الدعم البحريني لمصر خلال حرب أكتوبر 1973، وترؤس جلالة الملك حمد بن عيسى عندما كان وليًا للعهد آنذاك لوفد الدفاع العربي الذي شارك في هذا النصر المجيد، كما حدثنا عن رؤيته للعلاقات المصرية البحرينية التي وصفها بالوطيدة، مشيرًا إلى أن مصر هي التي زودت البحرين بالمعلمين والأطباء والمهندسين منذ العام 1939، وذكرياته عن زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للبحرين ومرافقته له فى هذه الزيارة، مؤكدًا مصر قلب العالم العربي ومايؤثر فيها يؤثر في العرب جميعًا.
سألناه عن مصير القضية الفلسطينية التي طالما تعاطف معها، فقال إن القيادة الفلسطينية خسرت كثيرا من أوراقها لأنها رفضت عروضا كثيرة أهمها ما طرحه عليها الرئيس السادات في عام 1978، وعن الجامعة العربية قال إنها لا تملك الكثير لأن القرارات في أيدي الدول الأعضاء وليست بيد الأمين العام.
وأهدانا خلال اللقاء، كتابه الذي ألفه “مذكرات سفير.. البحرين والخليج العربي في عهد الاستقلال.. استعراض وتوثيق لأول سفارة وأول سفير للبحرين في مصر”، وكيف حرص على تدوين خبرته في هذا الكتاب لينقل خبرته إلى أبناء الجيل الجديد من الدبلوماسية البحرينية.

السفير تقي البحارنة حصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من قبل الرئيس المصري الراحل أنور السادات في عام 1973، وجائزة تقدير الدولة للعمل الوطني من سمو رئيس الوزراء-البحرين عام 1992، كما حصل على وسام الشيخ عيسى من الدرجة الأولى من قبل جلالة ملك البحرين 2001، وحاز شهادة التقدير للعمل الدبلوماسي من وزارة الخارجية خلال 2009، وحصل على وسام البحرين من الدرجة الأولى من قبل جلالة الملك.
* كيف تقيِّم العلاقات الدبلوماسية المصرية البحرينية وهذا التقارب بين البلدين على مدى أكثر من نصف قرن بحكم خبرتك الدبلوماسية والتجارية وكمراقب؟ في رأيك ما هو سر هذا التقارب المستمر والمتسارع؟
– بالنسبة لغيري قد يكون هذا التقارب أمرًا طبيعيًا بين بلدين عربيين، لكنه بالنسبة تقرب لابد منه وبمعنى أدق هو تقارب إلزامي وليس اختياري، لأننا نعتبر مصر قلب العالم العربي ومايؤثر فيها يؤثر في المصالح العربية جميعها، لذلك فالعلاقات بين البحرين ومصر وطيدة وستستمر كذلك بإذن الله.
فمصر هي التي زودت البحرين بالمعلمين والأطباء والمهندسين منذ العام 1939، وقد زار الرئيس الراحل أنور السادات البحرين وكنت أرافقه فى هذه الزيارة.
الرئيس السادات كرمنى بوسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1973
* كنت أول سفير للبحرين بعد الاستقلال عام 1971، هل يمكن أن تعود بنا إلى لحظة إعلان الاستقلال والذى كان متزامنا مع أحداث مهمة في القاهرة كحرب الاستنزاف، وانضمام البحرين آنذاك إلى جامعة الدول العربية آنذاك،خصوصا أن الأجيال الجديدة لا تعرف عنها شيئا؟

– في كتابي «مذكرات سفير»، تحدثت عن نشأة وزارة الخارجية،واختيارى من قبل سمو الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله، لأكون أول سفير للبحرين، وهو تشريف لى وفى الوقت نفسه خدمة لوطنى البحرين، بأن أكون ممثلا له في المحافل الدولية والجامعة العربية والشقيقة مصر، وحسب اعتقادى فقد قمت بكل ما يلزم رغم أننى لم أعمل فى السلك الدبلوماسي من قبل، لكن ثقة قيادة البحرين فى حمَّستنى إلى القيام بواجبى على الوجه الأكمل فى المجالات جميعها، بدليل الحصول على وسام لم يحصل عليه سفراء كثيرون،حيث كرمنى الرئيس الراحل محمد أنور السادات بوسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ومنحنى جلالة الملك عدة أوسمة، وحصلت على شهادة تكريم من رئيس الوزراء، وكذلك بعض الجمعيات والأندية، وذلك من نعم الله علينا أن هذا الجهد لم يضع دون ذكر أو فائدة، وهذا الكتاب توثيق وعرض لما جرى أثناء وجودى سفيرًا للبحرين فى القاهرة،فأنا لم أجد سفارة أو بيتا وإنما أنشأتهما من الصفر، واستقبلت الموظفين واشتريت الأثاث، وكان مقرها 13 شارع السد العالي في الدقى، ثم انتقلت إلى الزمالك، بجوار سفارة جمهورية ألمانيا الديمقراطية، والمنزل كان فى شارع جامعة الدول العربية من زاوية شارع البطل أحمد عبدالعزيز، وكان الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وزير الخارجية، فهذا الرجل لا أنسى أفضاله، ونتعامل كأصدقاء قدامى، حيث أطلق يدى فى ترتيب أمور السفارة، أما الآن فالسفير يعمل عن طريق ديوان الوزارة، أما أنا فكان عملى مع الوزير مباشرة، وهذا الكتاب مفيد لكل شاب يريد العمل فى الحقل الدبلوماسي، وأفخر بأننى سجلت فى الكتاب أيضا زيارة جلالة الملك،الذى كان ولي العهد آنذاك، إلى القاهرة بالتفصيل،وكان يحضر مجلس الدفاع العربى المشترك باعتباره المسئول عن قيادة الجيش، وزيارة جلالته إلى الجبهة بعد حرب أكتوبر 1973 وكنت موجودا معه ووثقت هذه الزيارات بالصور.
* آثرت أن يتضمن كتابك فصلًا عن مصر ووجودك فيها، ماذا عنه؟

– تضمن فصلًا كاملًا عن أحوال مصر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، ومن أهم ما تضمنه الكتاب أيضا ما يتعلق بالجامعة العربية،حيث تغلغلت فى دهاليز الجامعة ونشرت أشياء مازالت فى المحاضر بتواريخها وأسماء الحضور، وهى وثائق مهمة أيضا لمن يريد العمل فى الحقل الدبلوماسي.
حكومة البحرينية سلمتني قبل حرب أكتوبر مليون للجيش المصري،ومليونين للجيش السوري ومنظمة التحرير الفلسطينية
* كيف كان الدعم البحريني لمصر خلال حرب أكتوبر 1973؟
– منذ بداية الخمسينات كانت القضايا العربية من صميم اهتمام الشعب البحريني، لكن في حرب أكتوبر سلمتني حكومتي ثلاثة ملايين دولار، مليون إلى الجيش المصري، ومليون إلى الجيش السوري ومليون إلى منظمة التحرير الفلسطينية، ومن قبلها كانت هناك مساهمة كبيرة من وزارة الصحة البحرينية تمثلت في تقدم الأدوية والمستلزمات الطبية لعلاج الجرحى، لكن الأهم من ذلك أننا خصصنا عدة أسابيع لنصرة مصر والجيش المصري، وقمنا بحملات توعية في المدارس والمؤسسات والقرى البحرينية للتعريف بأهمية هذه الحرب وما أسفرت عنه.
فالشعب البحريني كان وما زال دائمًا مناصرًا لمصر بشكل عظيم على مر العصور، وكانت صورة جمال عبدالناصر في كل البيوت، فأهل البحرين تربوا على الشعور القومي العربي.
بالإضافة إلى أننى كنت أشرف بنفسى على سفر أساتذة الجامعات والأطباء والممرضين المصريين الذين سيعملون فى البحرين،لأنى أردت أن يكون هذا التوظيف بطريقة إنسانية محترمة.
* هل شارك جنود من البحرين فى حرب أكتوبر مساندة لإخوانهم المصريين ضد العدو الإسرائيلي؟
نعم،مجلس الدفاع العربى كله من القوة العسكرية في البحرين، وجلالة الملك كان رئيس الوفد وكنا نتباحث والبحرين كانت مؤيدة لموقف مصر والفلسطينيين من إسرائيل..وقد كان هناك عدد من الضباط والوزير ومجلس الدفاع العربى المشترك.. وشعب البحرين مناصر للشعب المصرى من أيام جمال عبدالناصر بشكل جنوني، فصورة جمال عبدالناصر فى كل بيت وأهل البحرين تربوا على الشعور القومي العربي،ولم يكن للحركات الإسلامية فى ذلك الوقت تأثير فى الجمهور.
* كيف تنظر لمسيرة العمل الدبلوماسي بعد الاحتفال باليوبيل الذهبي للدبلوماسية البحرينية؟
– لا شك أن تطور البحرين في المجال الدبلوماسي هو شيئ ملحوظ، فالبحرين دولة صغيرة بمساحتها، لكنها كبيرة بما حققته من تطور في جميع الميادين، لاسيما في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي اهتم بتوصيل صوت مملكة البحرين إلى دول العالم وتوصيل صوتنا، عن طريق فتح سفارات جديدة وإرسال بعثات متعددة، وعن طريق عقد اتفاقيات سياسية وتجارية وفي مختلف المجالات مع دول العالم، وفي عهده أصبحت مملكة البحرين لها فضاء كبير في المجتمع الدولي، ويكفي أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، اختارت لها سيدة بحرينية هي الشيخة هيا آل خليفة والتي مارست مهامها بكل جدارة واحترام.
* هل يمكن القول إنه توجد الآن سمات لمدرسة الدبلوماسية البحرينية بعد نصف القرن من العمل الدبلوماسى؟
– دبلوماسيتنا نابعة من سياسة حكومة مملكة البحرين، المتمثلة في النأي بنفسها عن التحزبات والخلافات العربية العربية، وبالنسبة للعالم العربي التمسك بالموقف العقلاني، وبالنسبة لجامعة الدول العربية التمسك بالإجماع العربي،فهذه السياسة أرسى قواعدها جلالة الملك ويسير عليها قادة البحرين وولى العهد الأمير سلمان.
تركت تجارتي قبل بداية عملي كسفير وحرصت أن تتم الأمور المالية عن طريق سفارة الكويت
* كيف استفدت من عملك كتاجر أو كرجل أعمال في عملك الدبلوماسي؟
– لقد ساعدتني موهبتي في الإدارة، صحيح أنني تركت تجارتي تماما قبل بداية عملي كسفير كي لا أتهم بشيئ، وقد حرصت أن تتم الأمور المالية للسفارة عن طريق سفارة الكويت، فهم الذين اشتروا البيت واستأجروا السفارة ، لكن عندما انتظم العمل بالسفارة بدأت أدير الشئون المالية بطريقة فيها توفير، فعلي سبيل المثال حولت الموازنة السنوية لإدارة السفارة إلى البنوك اللبنانية ، كي نستفيد من الفائدة العالية التي كانت تمنحها آنذاك وقدرها 12 %، بدلا من تركها في البنوك الصرية، وكنت أسحب منها كلما احتاج العمل، وهكذا وفرت 62 ألف جنيه عن طريق هذه الاستثمارات وكان مبلغا كبيرا آنذاك، وبهذا المبلغ اشترينا بيتا للطلبة والطالبات البحرينيين .
* وماذا عن الصفقات التي أجريتها مع الصين والبرتغال؟
– لم يكن لدينا في ذلك الوقت تمثيل دبلوماسي مع الدول الاشتراكية، مثل الصين ودول أوربا الشرقية ، لكنني فكرت أن التجارة ليس لها علاقة بالسياسة، لذلك فعندما أعرب السفير الصيني عن رغبته في شراء 30 ألف طن من الألومنيوم من شركة “ألبا” ، وبالفعل قابلت الملحق التجاري وعقدت معه الصفقة وفتحت اعتمادًا، وتمت دعوة وزير المالية البحريني الذي سافر إلى الصين، وسافرت مع وزارة التجارة وتم إقامة علاقات تجارية رغم عدم وجو تمثيل دبلوماسي.
بعد ذلك أخبرني وزير الصناعة عن موضوع الحوض الجاف مع البرتغال التي كانت الجامعة العربية قد قررت مقاطعتها بسبب قضايا الاستعمار في أفريقيا، فسافرت مع القائم بأعمال السفير البرتغالي في بيروت، وحضر المسئولين البرتغاليين إلى البحرين وعقدوا الصفقة.
التقارب المصري البحريني لا بد منه وما يصيب مصر يؤثر على العرب جميعًا
*كيف رأيت العمل في جامعة الدول العربية بصفتك كنت مندوبا دائما للبحرين، وهل اختلف الأمر عما يدور الآن؟
– لقد تغلغلت كثيرا في دهاليز الجامعة العربية، ونشرت أشياء لا زالت في المحاضر بتاريخها وتفاصيلها وأسماء الحضور، ونشرت هذا كله في كتابي، وهذه أشياء مهمة خصوصًا لمن يزاولون العمل الدبلوماسي.
* نعرف أنك من المناصرين للقضية الفلسطينية ومن المؤيدين لحقوق الشعب الفلسطيني، كيف ترى مستقبل هذه القضية في ضوء معطيات ما عرف بصفقة القرن؟.
– لقد كتبت عن منظمة التحرير، وعاصرت زيارة الرئيس السادات للقدس عام 1978، والحقيقة أنني وجدت القيادة الفلسطينية تجامل الشعب الفلسطيني والشعب العربي، والذي كانت طموحاته إخراج إسرائيل من فلسطين بالكامل، وهذا الحماس والتخوف من الجماهير دفع القيادة الفلسطينية لرفض كثير من العروض التي كانت في صالح القضية، قياسا بما هو موجود الآن .
لقد كان لدى منظمة التحرير الفلسطينية أوراقا كثيرة، بدأت تخسرها شيئًا فشيئًا، ولذلك الناس تذكر الآن الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة ونظرته البعيدة، وتذكر أن الرئيس السادات عرض عليهم فرصة تاريخية أضاعوها في مفاوضات فندق مينا هاوس، مع الجانب الإسرائيلي ووضع العلم الفلسطيني وطلب منهم الحضور لكنهم رفضوا، طبعا كانت لديهم أعذار لكن من ينظر إلى التاريخ لا يقبل هذه الأعذار، ولابد أنه سيرى أن الحماس الزائد والطموح بشكل غير واقعي هو الذي أوقع القيادات الفلسطينية، في مواقف لايمكن التراجع عنها، ولذلك خسروا كل أوراقهم، ولذلك فإن عليهم الآن مجهود كبير لإرساء القضية من جديد، خصوصًا وأن المجتمع الدولي لم يعد قادرًا على أن يجر إسرائيل كما جَرَّ جنوب إفريقيا والدول الاستعمارية إلى احترام قرارات الأمم المتحدة، التي ضربت إسرائيل بها عرض الحائط، وما عَقَّدَ الإشكال أكثر هو موقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المساند لإسرائيل بنسبة مائة بالمائة، بل إن تصريحاته كانت أحيانا أكبر مما تطمح له إسرائيل.
* وماذا عن مواقف جامعة الدول العربية الآن مقارنة بما كانت عليه عندما عاصرتها كمندوب دائم في مطلع السبعينات؟.
– في كتابي شبهت الجامعة العربية بأخطبوط رابض على أكمة من البيض غير قابل للتفقيس ، وقد أعطيتها بعض الأعذار لأنها عبارة عن شيئين، أولا قرارات وتوصيات وثانيا مكاتب إدارية، والقرارت هي من شئون الدول الأعضاء، ولو اتخذت الجامعة قرار ولم ينفذ لإننا لا نستطيع أن نلوم الأمين العام لأن التنفيذ ليس من شأنه، إنما اللوم يقع على الدول التي يتحفظ كثير منها على القرارات.
مارست الدبلوماسية بعقل رجل أعمال وقلب شاعر
* أنت رجل أعمال وشاعر وهذان الجانبان لا يتوافران فى الكثير، فكيف استفدت من هذين الجانبين في عملك الدبلوماسي؟
– الشعر والأدب وسيلة من وسائل التقرب للنخب في البلد المضيف، فللشعر معزي عاطفي يقربك للناس، فأنت يمكنك أنت تتحدث عن مصر وجمالها لكن عندما تنشد فيها قصيدة فإن كلامك سيكون أكثر تأثيرا مثلما قلت في إحدى قصائدي:
يانيل ماؤك يستثير حشاشتي شوقا ويذكي في الفؤاد حنينا
الشعر يفتح لك كدبلوماسي أبوابا غير تقليدية للتواصل مع فئات كثيرة من أبناء البلد الذي تعمل به سفيرًا لبلادك، وهو يتيح لك فرصة للتأمل أكثر وهي أشياء تساعد السفير أو الدبلوماسي في نهاية المطاف.
فالشعر نوع من الخيال والتأمل وفى الوقت نفسه، إذا جلست مع دبلوماسى تستطيع التصرف الأدبى بلباقة، فيحترمك أكثر من شخص يردد كلمات دون عاطفة.
*بعد كل هذه السنين والخبرات ما النصيحة التي توجهها لدبلوماسي شاب يخطو خطواته الأولى؟
– لابد أن يتعلم جيدًا في المعهد الدبلوماسي علىى المهارات الأساسية والضرورية للعمل، وياحبذا لو اكتسب خبراته الأولى من العمل في سفارات البحرين في الدول العربية، ولا بأس من أن يبحث عن وسائل غير تقليدية للتقارب مع الدبلوماسيين من مختلف الجنسيات، وأعترف أنني أدركت ذلك نتيجة كوني شاعر، وعرفت أن الشعر يؤلف القلوب، لكني مثلا تقاربت كثيرا مع السفير الياباني في القاهرة من خلال محاولة تعليمي إياه اللغة العربية وقد تبرعت بإعطائه دروسا بها.
* بعد انتهاء مهمتك كدبلوماسي كيف سارت حياتك العملية؟- بعد انتهاء عملي كسفير عدت إلى مكتبي وتجارتي، وفي عام 1993 زارني رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله في مكتبي وأبلغنى باختياره لى عضوا بمجلس الشورى وقد توليت لجنة العلاقات الخارجية وحقوق الإنسان، ولجنة الصداقة الدولية ومكثت فيه من 1993إلى2002، وكل أربع سنوات كان سمو الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله يكلمنى بنفسه ليخبرنى بتجديد الثقة فى، وكذلك سمو رئيس الوزراء وهذا من دواعى فخرى حيث علمت أن معظم الأعضاء يبلغهم الموظفون فى حين يبلغنى سمو ولى العهد بنفسه.