(الهانم ميرفت أمين) بقلم الإعلامي أسامة كامل

هزني خبر زواج الفنانة الجميلة ميرفت أمين رغم أنها تعدت السبعين، حيث فوجئت بأن محرر الخبر بإحدى وسائل الإعلام يقول إن هذا هو الزواج السابع، وأن عريسها شاب نسبيا، بل وظل هذا الصحفي يؤلف ويلمح ويرمي بإسقاطات غير مهذبة حول فاتنة الشاشة وحلم الصبا لمعظم شباب هذا الجيل.

لقد كان ظهور ميرفت في أوائل السبعينيات يمثل اختراعاً جديداً من خلال ظهورها في فيلم أبي فوق الشجرة مع عبد الحليم حافظ في قصة للرائع إحسان عبد القدوس، ومن إخراج المبدع حسين كمال.

ورغم الاختلاف التام بين القصة والفيلم إلا ان رؤية حليم كانت هي الغالبة، وكنا لا نزال في مرحلة طفولة متأخرة في ذاك الوقت، وكان ظهور ميرفت أمين بالنسبة لنا حلم جميل لا ينتهي أبداً.

وكانت ميرفت عبارة عن ثمرة من الفاكهة الطازجة، بجانب الست نادية لطفي التي أدت دور الراقصة المحترفة وأخوها صلاح نظمي.

كل شيء في ميرفت كان ولا يزال جميلا من أصابع قدميها حتى شعرها الهفهاف الأصفر،

وحتى النمش الذي كان يملأ وجنتيها والظاهر من باقي جسدها كان بالنسبة لنا حسنات يغفرن السيئات، عينيها الملونة والحور العظيم في مقلتيها، شفتيها الصغيرتين على بسمها الطروب، مع أنفها الشيق، إلى جانب وسط سبحان المعبود وساقين منطلقين ممدودتين وازرع ذات أكتاف مرسومة، أما كفتي يديها فهي بيضاء تفسران مشاعرها وانوثتها الخيالية.

وكانت مرفت بالنسبة لنا هي الفتاة التي نحلم بها ونبحث عنها في مكان ولا اعرف كيف فات حليم أن يلهف هذه الثمرة اليانعة ويغلق عليهما كل الأبواب ويظل معها حتى النهاية.

يا من أسأت إلي ميرفت أمين لقد كسرت بداخلنا أشياء لا تعوض، وأيقظت أحلامنا الطويلة

ارجوك يا ميرفت تزوجي ما دمت انا عاجز عن ذلك وعيشي وتمتعي، لقد أبدع الله سبحانه وتعالى في خلقك.  

ولم يعد يفيد أن أقول أنى كنت أحبك أو أحب أي انثي اخرى تشبه ميرفت حتى عن بعد،

ففي أحد المرات شاهدت في أقصى الصعيد شبيهة لك، وكنت احج إليها كل فترة من الزمن، ولكن صامتا اخرسا رغم محاولاتي الدائمة، لست بقادر على أن أبوح ولا هي تستوعب العشق الممنوع، وظللت لسنوات وانا في بلدنا في أقصى الشمال اكتب لتلك الفتاة الارستقراطية خطابات عاطفية وأرسلها مع الخدامة، ولكن يبدو أنها لم تفهمها وظنت أنى مجنون وكتب على العشاق المحبين الجنون والولع واللوعة إلى الأبد. أرجو ألا تبلغوا ميرفت بذلك حتى لا تلهث ورائي فأنا مجرد طيف دخان.

هذه الصورة بين عبد الحليم حافظ وميرفت أمين هي الصورة المثلي التي كانت أحد آمالنا وامانينا، ولكن حليم كان لديه حسابات اخري وكانت ميرفت بنت ١٦ عام في فيلم أبي فوق الشجرة لا تزال طفلة بريئة سعيدة انها تمثل مع نجم ومطرب مصر الاول ولم يجول في خاطرها أن تحبه ويحبها ويعيشان قصة حب سعيدة ربما قصيرة ولكنها قصة فيلم القرن العشرين.

وربما ينجبوا طفلة تملك جمال وحلاوة ميرفت وعبقرية وذكاء وصوت حليم الذي لا يعوض، فبعد حوالي نصف قرن لم يخلق بعد من يجلس على كرسي عرش هذا الملك الغير متوج ولا يزال اغلب المصريين يستمعوا بحب واعجاب لام كلثوم سيدة الغناء العربي التي تظل خالدة ولا يقترب منها أحد.

عبد الحليم سلطان الغناء العربي للأسف لم ينجب ولدا ولا بنت يحملان جينات الحب والعشق والغناء والموسيقي المصرية المبهرة.

ها قد قدمت ميرفت اعمال قيمة واخري قد لا تستحق الذكر ولكن كان مجرد وجودها في اي عمل فرصة للمراهقين ليطلعوا على قطعة من جمال الخالق في خلقه، وربما اندمجت مع نور الشريف أكثر من محمود ياسين وحسين فهمي الذي اخذها بعيدا وأنجب منها فتاة غير مستقرة في عمل ولا زواج كعادة والديها. واتخيل لو ان مرفت كانت تزوجت عبد الحليم وأنجبا طفلا يلم وسامة أمه وصوت أبيه لأصبح الآن نجم مصر والعرب جميعا ولكنها مجرد خيالات وشطحات.

لقد كرهت كل ادوار الاغراء والعري التي قامت بها ميرفت أمين نجمة مصر الجميلة والاستغلال البشع من المنتجين والمخرجين لهذه الايقونة، رغم انها اجادت في بعض الادوار الجادة ولا أستطيع انسي دورها في زوجة رجل مهم امام الوحش احمد زكي كانت ندا قويا وسرقت الأضواء والكاميرا ببساطة وهدوء من اللحظة الاولي حتى النهاية الدرامية المرعبة بلا مبالغة ولا تكلف، وهي تستحق الاوسكار عن هذا الدور الذي بلغت فيه النضج والكمال، وحتى في السادات افردت مساحة هايلة للنجم أحمد زكي وارتضت في خشوع ان تكون جيهان السادات.

ورغم بعد الكاميرات عن صاحبة الوجه الأحلى والاقرب والافضل بحكم السن واشياء اخري إلا ان وجودها في اي عمل اثراء لهذا العمل وللعاملين فيه، اطالب بتواجد الهانم ست الستات ميرفت أمين في الاعمال الجميلة فقط سواء على الشاشة الصغيرة او الكبيرة.

فأنتم لا تشعرون بشعور اجيالنا حينما نشاهد الست ميرفت أمين، انها تاريخ وصور فوتوغرافية لا تنتهي من اذهاننا، ولذلك ارجو منكم أن تبلغوها تحياتي وحبي وقلبي واعتذاري لها عن عدم قدرتي لأن أراها الآن فانا اعشق الخيال واعيش في التاريخ وأحب الخرافة.

العاشق لهذا الفن الراقي والجمال الخبير الإعلامي أسامة كامل.